بريكس تندد بالحمائية وتصف سياسات ترامب بـ"الابتزاز الجمركي"

ندد قادة مجموعة بريكس، خلال قمة افتراضية دعا إليها الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، بكل أشكال الحمائية التجارية وما وصفوه بـ"الابتزاز الجمركي"، في إشارة مباشرة إلى السياسات الاقتصادية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب. 

وعُقد الاجتماع في ظل تصاعد الحرب التجارية التي تشنها واشنطن ضد عدد من الاقتصادات الناشئة والكبرى على حد سواء، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس"، اليوم الثلاثاء.

شارك في القمة قادة المجموعة، وبينهم الرئيس الصيني شي جينبينغ، والروسي فلاديمير بوتين، والجنوب إفريقي سيريل رامابوزا، إضافة إلى وزير الخارجية الهندي ممثلاً لرئيس الوزراء ناريندرا مودي. 

وأكد الرئيس الصيني أن "على العالم دعم النظام التجاري متعدد الأطراف ونواته منظمة التجارة العالمية"، داعياً إلى مواجهة كل أشكال الحمائية. 

وشدد الرئيس البرازيلي على أن "الابتزاز الجمركي أصبح وسيلة لغزو الأسواق والتدخل في الشؤون الداخلية للدول".

تصعيد من واشنطن

فرض ترامب في السادس من أغسطس رسوماً جمركية بنسبة 50% على جزء من الواردات البرازيلية، في خطوة وصفها المراقبون بأنها ذات أبعاد سياسية مرتبطة بمحاكمة الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو بتهمة تدبير محاولة انقلاب. 

واستهدفت واشنطن قاضي المحكمة العليا ألكسندر دي مورايس بعقوبات فردية، باعتباره يشرف على محاكمة بولسونارو.

ولم يقتصر الأمر على البرازيل، إذ فرضت إدارة ترامب رسوماً مماثلة بنسبة 50% على عدد من المنتجات الهندية، مبررة ذلك بمعاقبة نيودلهي على استمرارها في شراء النفط من روسيا رغم العقوبات الغربية المرتبطة بالحرب في أوكرانيا.

قلق من التداعيات

حذّر الرئيس الجنوب إفريقي سيريل رامابوزا من أن "الخطوات الجمركية الأحادية تزيد من مناخ الحمائية وتفرض صعوبات كبرى على اقتصادات الجنوب العالمي". 

أما وزير الخارجية الهندي فاعتبر أن "العالم يحتاج إلى مقاربات تعاونية وبنّاءة"، مؤكداً أن "ربط التجارة بمسائل سياسية غير تجارية يعقّد التبادلات بدلاً من أن يسهلها".

وأوضحت الرئاسة البرازيلية في بيان أن محور القمة كان "الدفاع عن التعددية وتوسيع آليات التضامن والتجارة بين دول بريكس"، مشيرة إلى أن النقاشات تطرقت إلى المخاطر المتزايدة جراء الإجراءات الأحادية في التجارة الدولية. 

تصاعد الإجراءات الجمركية

وكانت المجموعة قد أعربت خلال قمتها في ريو دي جانيرو في يوليو عن "قلق شديد إزاء تصاعد الإجراءات الجمركية وغير الجمركية التي تخل بالتعاملات الاقتصادية".

لم يتأخر الرئيس الأمريكي في الرد، إذ هاجم بريكس بشكل مباشر وهدّد بفرض رسوم إضافية بنسبة 10% على "أي دولة تتبنى سياسات معادية لأمريكا"، وفق تعبيره، ما يفتح الباب أمام جولة جديدة من التصعيد التجاري بين واشنطن والدول الناشئة.